ميسي ورونالدو أجمل منافسة في تاريخ كرة القدم

ميسي ورونالدو أجمل منافسة في تاريخ كرة القدم
ميسي ورونالدو

منذ عام 2008 والعالم يشهد فصل يليه فصل من الصراع التنافسي بين رونالدو البرتغالي وميسي الأرجنتيني الذي امتد لأكثر من عقد من الزمن؛ مجسدًا أجمل منافسة في تاريخ كرة القدم وأكثرها نقاشًا واحتدامًا.

جملة قالها ميجيل دييلاني، صحفي من منصة Independent، قال فيها أن الليو ميسي للتو استمتع بإنجاز غالِ الثمن، بينما رونالدو يحاول تصوير الثمن على أنه إنجاز كبير، ولو عدنا بالزمن قليلًا، لتذكرنا قصص المنافسة التي تجسدت في لاعبين فقط، رونالدو وكريستيانو، نايك وأديداس، برشلونة والملكي، العمل الدؤوب والموهبة، مقاطعة المشروبات الغازية وبيبسي، فكل ما سنتذكره هو المنافسة بين شخصين في لعبة ذات شعبية كبيرة، نجحوا في تسخير الأدوات من حولهم لخدمتهم فقط، حتى جاءت لحظة الوداع، ورغم أن كل منهم الآن يلعب في دوري مختلف عن الأخر، إلا أن شعبيتهم حتى الآن ما زالت عالية جدًا، وخير مثال على ذلك، شعبية رونالدو مع نادي النصر السعودي التي تجاوزت كافة التوقعات، حتى انعكس ذلك على ارتفاع معدل المراهنات على مباريات الدوري السعودي عبر أفضل موقع مراهنات كرة قدم في السعودية بأفضل احتمالات فوز واستراتيجيات رهان مربحة.

رونالدو وحالة الاستسلام

عاش رونالدو حالة من الاستسلام بعدما نجح النجم الأرجنتيني في رفع كأس العالم في مونديال قطر2022؛ واتخذ البرتغالي حينها قرارًا بالانضمام لنادي النصر العربي، الأمر الذي اعتبره البعض اعتراف من الدون البرتغالي على انتهاء حقبة المنافسة مع غريمه التقليدي، ليونيل ميسي.

بحث وكيل أعمال اللاعب، خورخي مينديز طويلًا ليجد مخرجًا لموكله للخروج من نادي الشياطين الحمر، واللعب لصالح نادي مشارك في بطولة أبطال أوروبا، ليجد بصيص أمل قادمًا من نادي تشيلسي الإنجليزي، ولكنه سرعان ما تلاشى بعدما رفض توماس توخيل فكرة ضم النجم البرتغالي لصفوف الفريق.

بعدها تواصل مينديز مع نادي ريال مدريد وبايرن ميونخ، ولكنه عاد خالِ الوفاض، وحاول رونالدو بنفسه التواصل مع أحد مدراء أندية أوروبا للانضمام لصفوف فريقه، ولكن سرعان ما نفت وسائل الإعلام هذه الإخبار، وجميع هذه المحاولات تشير إلا أن النجم البرتغالي يقاوم، ولكنه يقاوم شعوره بالغرور والتكبر، ليدخل في حالة من الاستسلام ختمت بانتقال اللاعب لصفوف نادي النصر السعودي. 

ميسي مختلف

يختلف وضع البرغوث الأرجنتيني الذي ما زال يقدم مستويات عالية مع فريقه الحالي باريس سان جيرمان، والذي يشارك في بطولة أبطال أوروبا، وفي حال لم يفز بالمسابقة الحالية، فبكل تأكيد سيكسر أرقام رونالدو في دوري أبطال أوروبا، ومن الصعب القول أن هناك لاعبًا سيكون أفضل من الليونيل ميسي في الوقت الحالي طالما يلعب أساسي في المنتخب الأرجنتيني، وهذا لا يعني أن المملكة السعودية لا ترغب بضم النجم الأرجنتيني أو الاستفادة من خدماته.

كانت زيارة الليونيل ميسي للسعودية الأولى عام 2012، لمواجهة المنتخب السعودي في مباراة ودية، بعدها زار ميسي المملكة في عدة مناسبات، منها السوبر الإسباني، وسوبر الكلاسيكو بين الأرجنتين والبرازيل.

في عام 2022، أعلن أحمد الخطيب، وزير السياحة عن كون ميسي سفيرًا للسياحة في المملكة السعودية، وبحسب بعض المصادر، بصفقة تقدر قيمتها بـ 25 ميلون باوند سنويًا، ويعادل 5 أضعاف المبلغ الذي عرض على الدون البرتغالي لأداء نفس المهام، ولكن الأخير رفض العرض في ذلك الوقت.

ميسي ورونالدو مختلفون تمامًا

على الرغم من الدور المختلف لكلا اللاعبين، إلا أنهم في النهاية يتشاركون أداء الأدوار في الترويج للمملكة السعودية، وبحسب ما نشر موقع فاينانشال تايمز، فقد بلغ عقود الرعاية في المملكة السعودية نحو 2.3 مليار دولار في أول 8 شهور من عام 2022، معظمها استثمرت في عالم كرة القدم السعودية.

بعدها، استحوذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي على نادي نيوكاسل يونايتد بصفقة قدرت بـ 300 مليون باوند، وهو رقم لا يذكر مقارنة بما تم تقديمه في عام 2018 للاستثمار في مجال كرة القدم مع رئيس الفيفا لتدشين بطولتين جديدتين، وهم: كأس العالم للأندية، ودوري عالمي للمنتخبات يشبه بطولة كأس العالم.

الجدير بالذكر هنا، أن السعودية تعمل وفقًا لاستراتيجية تضم كافة الرياضات، منها تنظيم ألعاب الملاكمة عام 2018، وسباقات الفورمولا، وسباقات الدراجات النارية، ومسابقة كأس العالم للأندية لكرة اليد، وكأس الدرعية لكرة التنس، وبطولة الجولف، بصفقة استثمارية مقدارها 2 مليار دولار، ناهيك عن موسم الجيمرز8 للرياضات الإلكترونية.

قوة ناعمة

مما لا شك فيه أن للقوة الناعمة دورًا هامًا في تعزيز المجال الرياضي من المنطلق السياسي، حيث يساعد تحليل هذه النظرية على توسيع قدرات التحليل الاستثماري في مجال الرياضة، فيقول جوزيف ناي، العالم السياسي أن القوة الناعمة لديها القدرة على التأثير في الآخرين لتحقيق الأهداف المنشودة من خلال الجذب لا بالإكراه، وذلك يعتمد وبشكل رئيسي على الموارد المتاحة في البلد، من ضمنها القيم والسياسات والثقافة والتي ترتبط بالمجال الرياضي ارتباطًا وثيقًا. 

نجحت المملكة في  الاهتمام وتعزيز الجانب الرياضي في المملكة السعودية من خلال التخطيط بدقة للأحداث التي توافق رؤية المملكة السعودية في عام 2030، لتكون السعودية متكاملة في الجوانب الرياضية والتكنولوجية والموسيقية والتأثير من المجتمع السعودي الشاب.

وعلى رغم الإنفاقات الضخمة التي ضختها المملكة، إلا أن ما سيحدد مدى نجاح الاستثمارات ورؤى المملكة هي النتائج النهائية، وفي حال نجحت السعودية في استضافة كأس العالم 2030، فسينضم من يشبه البرغوث الأرجنتيني للسعودية والدون البرتغالي للسعودية تباعًا مع حدة منافسة أكبر وأضخم من التي شاهدناها في السنوات الماضية.