على طريقة هيبتا … سبع مراحل ساهمت في تكوين أسطورة رونالدو

على طريقة هيبتا … سبع مراحل ساهمت في تكوين أسطورة رونالدو
كتب : أحمد علاء

في محاضرة تعد من الأشهر في تاريخ السينما المصرية وهي محاضرة “هيبتا” قام الفنان ماجد الكدواني بتجسيد شخصية المحاضر وحينها قال بعض كلماته الشهيرة ألا وهي :” وبما إن سبعة رقم يرمز للكمال مكنش غريب أبدًا إن مراحل الحب المكتمل يبقو 7 برضه” بالتأكيد تلك الكلمات لا تمت لكرة القدم بصلة ولكن وكما قال الكدواني فإن رقم 7 يرمز للكمال لم يكن من الغريب أبدًا أيضًا أن تكون هناك 7 مراحل في تكوين اللاعب رقم 7 اللاعب المتكامل كريستيانو رونالدو.

 

في عام 2007 دار حوار بين صحفي وثلاث لاعبين من مانشيستر يونايتد فسألهم الصحفي من هو أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم كان أول من جاوب هو ريو فرديناند ليقول بالتأكيد هو دييجو مارادونا ليخرج صوت اللاعب الثاني ويقول “أنا” وينفجر الثلاثي بالضحك.

كان اللاعب الثاني هو رونالدو وكان ذلك الموقف حينها محط سخرية وانتقاد لغرور ذلك اللاعب في القنوات التليفزيونية المختلفة ولكن في تلك الأيام عند السؤال عن أفضل لاعب في تاريخ اللعبة قد تحتار في الإختيار ولكن جوزيه مورينيو لم يحتار عند سؤاله عن كريستيانو رونالدو ليقول “إنه الأفضل، رأيت مارادونا بضع الأوقات ولم يسبق لي أن أرى بيليه، لكن إنه رائع وهو الأفضل حاليًا”.

وبالطبع كان هناك إجابة من دييجو مارادونا والذي قال عنه “إن كريستيانو كالوحش أمام المرمى لا يجب السماح له بالتسديد من أي مكان بعد خط الوسط ولذلك فحراس المرمى يخافون من رونالدو ولا يخافون من ميسي لأنه لا يمتك نفس القوة البدنية” إذًا من هو رونالدو وماتلك المراحل التي كونت حياته؟.

1) مرحلة ولادة الأسطورة

في الخامس من فبراير لعام 1985 ولد على أراضي جزيرة الرأس الأخضر “ماديرا” ونشأ الشاب الكاثوليكي صغير إخوته الأربعه في أسرة فقيرة الطفل الذي عرف منذ نعومة أظافره حب كرة القدم حيث كان يذهب مع والده لرؤيته وهو يدرب فريقه نادي أندروينها فوتبول الذي كان محظوظًا بكون ذلك الطفل الصغير يلبس تيشرت النادي ويكون أول نادي له في حياته قام الطفل الصغير بترك الدراسة في الرابعة عشر من عمره بعد شجار مع معلمه أدى لخروجه من المدرسة وصب تركيزه على كرة القدم وفقط.

2) مرحلة البدايات مع لشبونة

في 2001 كانت أولى المراحل الفارقة في مسيرة رونالدو بتوقيعه لنادي سبورتنج لشبونة كبير البرتغال خطوة كانت كبيرة لشاب لا يزال في السادسة عشر من عمره لعب وتألق مع الفريق وكان هو وريكاردو كواريزما نجمي الفريق الذين يعتمد عليهم بشكل أساسي وقدم رونالدو مباريات مميزه عديدة.

ولعل أبرز تلك المباريات هي مباراته أمام مانشستر يونايتد التي جعلت السير أليكس فيرغسون يريد رونالدو في فريقه ولم يمكث كثيرًا حيث كان موسم 2003-2004 هو أول مواسمه مع الريدز في صفقة تكلفت 13 مليون دولار حينها الرقم الذي كان يعد ملفت وكبير في لاعب قضى مع لشبونه ثلاث مواسم سجل فيهم 5 أهداف وصنع 5 آخرين.

3) مرحلة إثبات الذات مع يونايتد

كانت المرحلة الثانية في تكوين رونالدو هي إثبات الذات مع اليونايتد ولاشك أن السير أليكس فيرغسون هو أحد أعظم المدربين في تاريخ اللعبة وأعظم من تعامل مع موهبة رونالدو وكما سئل رونالدو في إحدى القنوات عن علاقته بفيرغسون صرح قائلًا :” إن السير فيرغسون عند وصولي ليونايتد بسن الثامنة عشر كان بمثابة الأب لي في كرة القدم وأعطاني الكثير وعلمني الكثير من الأشياء”.

ويشهد الجميع أن علاقة السير بالدون كانت علاقة أب مع ابنه حيث كان سنده الأول خصوصًا حين مرض والده واشتد به المرض حيث كانت تلك الفترة من أصعب المراحل على كريستيانو في مسيرته عندما تحدث رونالدو عن تلك الفترة قال عن السير فيرغسون:- عندما كان أبي مريضًا في لندن وكان يرقد بحالة سيئة في المستشفى تحدثت مع السير فيرغسن وقلت له “أنني لا أشعر بحالة جيدة” ونحن في مرحلة مصيرية من الدوري ودوري الأبطال ولكنني كنت أريد أن أرى والدي فقال لي “إذا كنت تريد الذهاب ليوم أو اثنين أو أسبوع اذهب سأفتقدك هنا لأنك لاعب مهم بالنسبة لي ولكن والدك يأتي أولًا”

في لحظات وفاة جوزي دينيس أفيرو كان كريستيانو في عمر ال20 وكان في معسكر خاص لمنتخب البرتغال من أجل ملاقاة روسيا استطاع رونالدو الثبات في المعسكر والبقاء مع المنتخب ولعب المباراة مما جعل المدرب البرازيلي يتحدث عنه بشكل جيد بعد المباراة رغم عدم إحرازه لأهداف وكان بعد ذلك لابد أن يثبت رونالدو أكثر ويسيطر على أعصابه من أجل أن يستطيع الصمود في الملاعب.

 

خلاصة المرحلة

مرحلة إثبات الذات مع يونايتد لم تكن بالمرحلة الهينة فمنذ موسم 03-04 وحتى موسم 08-09 استطاع رونالدو تحقيق بعض الإنجازات مع الريدز جعلته محط أنظار ريال مدريد لتحقيق طموحاتهم في تكوين جيل جديد بعد الجلاكيتوس الأول فكان من الطبيعي أن اللاعب صاحب ال118 هدف مع اليونايتد وال69 تمريرة حاسمه بالإضافة للكرة الذهبية لعام 2008 وأفضل لاعب في عامي 2007 و 2008 بجانب ألقابه الجماعية مع اليونايتد من دوري وكأس وأبطال وسوبر أوروبي وكأس عالم للأندية يكون هو حلم مدريد سواء من قبل الجماهير أو المدربين أو الجهاز الإداري للفريق وتبدأ من هنا مرحلة جديدة في مسيرة الأفضل في تاريخ اللعبة.

4) مرحلة الإنتقال إلى مدريد

كان رونالدو بلا شك أحد أهم أهداف جماهير ريال مدريد وإدارتها كان الكل يتمنى وجود كريستيانو في مدريد حتى هو نفسه فلم ينتظر كثيرًا حتى وافق على عرضهم وذهب إلى هناك ولكن كانت بعض الجماهير مرعوبة في نفس الوقت رغم حبها لرونالدو ولكن هل من الممكن ألا يقدم ذلك الجيل شيء جيل ضم نجوم اللعبة في ذلك الوقت من كاكا ورونالدو أصحاب الكرات الذهبية بالإضافة إلى بنزيما ورؤول وتشابي ألونسو وباقي اللاعبين.

كان لابد على الفريق من حصد كل البطولات ولكن لم يحدث كالمراد فالتفوق الفني لبرشلونة جوارديولا في ذلك الوقت جعل الفريق في منافسة شرسة وصعبة فخرج في الموسم الأول صفر من البطولات والألقاب وهو أمر صعب على لاعب يريد تحقيق كل الإنجازات ليأتي في الموسم التالي ليحصد بطولة واحدة وهي بطولة كأس إسبانيا مما يزيد الشك حول رونالدو وأنه ليس ظاهرة أكثر من كونه لاعب لمع لبعض المواسم واختفى.

5) مرحلة تفوق ميسي على رونالدو

طالت تلك الفترة لموسمين آخرين يستطيع الريال نيل لقب واحد في حين تكون غلبة الألقاب لبرشلونة وميسي فيستطيع ميسي أن يأخذ أربع كرات ذهبية ورونالدو لا يملك سوى كرة واحدة فقط فهنا يأتي الإتساع في الفارق كما أن ميسي حطم كل الأرقام بتسجيله 91 هدف في موسم واحد ولم يستطع رونالدو فعل ذلك كما أن ميسي يمتلك ثلاثة من دوري الأبطال ورونالدو لديه لقب وحيد فتتعالى الأصوات بأن ميسي هو الأفضل وهو أفضل اللاعبين في تاريخ اللعبة ولكن كما يقول الكثيرون “أن تأتي متأخرًا أفضل من ألا تأتي أبدًا” فقد استطاع رونالدو أن يأتي من بعيد للمنافسة ولكن كيف؟

6) مرحلة الصعود للمقدمة

كلمة أسطورة لم تأتي من فراغ فعند القول عن لاعب ما أنه أسطورة لابد أن يكون حقق ما يجعله كذلك سواء من عدد تسجيل للأهداف أو تحقيق للبطولات أو ما إلى ذلك الفترة من 2013 وحتى 2018 كانت تلك الفترة الأفضل لرونالدو في مسيرته خمس مواسم استطاع الإنفجار فيهم كالصاروخ معلنًا أنه الأفضل في اللعبة هداف الأبطال لمدة ست مواسم متتالية حقق فيهم اللقب أربع مرات استطاع أيضًا في خمس مواسم تحقيق أربع ألقاب من الكرة الذهبية في مقابل لقب وحيد لميسي جعلهم في 2018 متساويين في ذلك اللقب.

كما أن رونالدو أصبح متفوقًا في عدد الأهداف والبطولات القارية ولا توجد بطولة لم يستحوذ عليها رونالدو مع فريقه الإسباني وبالإضافة لذلك استطاع رونالدو مع منتخب بلاده تحقيق بطولة اليورو أمام منتخب فرنسا الذي توج بعد تلك البطولة بكأس العالم وقدم أداء مميز في كأس العالم بتسجيله لهاتريك في شباك إسبانيا.

 

الرحيل من مدريد

بعد نهائي كييف 2018 كان الجميع يحتفل في مدريد مع رونالدو رغم عدم تسجيله لأهداف ولكن كان له دور مؤثر في البطولة وكان هدافها في الأساس بتسجيله 15 هدف ولكن حدث بعض القلق في عاصمة إسبانيا قلقين من رحيل أسطورتهم الخالدة لم يكن يعلم أحد أن ذلك الظهور والإحتفال بذات الأذنين سيكون آخر ظهور للدون مع الفريق فبعدها ذهب لمعسكر منتخب بلاده للعب تصفيات كأس العالم 2018 وقدم الأداء الخرافي للاعب الكرة حيث عجزت دفاعات إسبانيا عن التحصن أمامه وظل يصول ويجول وحده يهدد الشباك.

ولكن خرج من البطولة في الدور الثاني على يد أوروجواي بهدفين لهدف ليودع رونالدو البطولة ثم بعدها يعلن عن ذهابه للسيدة العجوز في رحلة جديدة ليقوم جمهور مدريد بتوديعه ولا يستطيع أحد أن يكره نجمهم الأول ويقوم رونالدو بمحاولة جديدة لإخراس بعض الأفواه التي قالت أن رونالدو “منتهي” وأنه لن ينجح مع السيدة العجوز.

7) مرحلة الكمال مع يوفينتوس

كانت تلك أحد أصعب الفترات على رونالدو ولكنها بالفعل ستكون أحد أقربها لقلبه فهي هنا المرحلة السابعة مرحلة الكمال ووضع الرتوش الأخيرة في تكوين الأسطورة ففي تلك المرحلة كان رونالدو يصول في إيطاليا مع الفريق الذي دك شباكه سابقًا بعشرة أهداف في سبع مباريات وحرمهم من أكثر من نسخة للأبطال وبالطبع منهم هدفه العالمي الذي جعل جمهور الفريق يصفق له ولابد أن تلك الصفقات كان صداها في أذنه وقت إعلانه التوقيع للسيدة العجوز فهم أحبوه وهو منافس لهم فماذا سيفعلون وهو يهاجم لهم.

كانت البدايات ليست جيدة فالموسم الأول لرونالدو مع اليوفي لم يكن بنفس أرقام المواسم التي سبقته لذلك اللاعب مع مدريد فقد استطاع إحراز 28 هدف في الموسم الأول منهم في شباك قطبي ميلان ولكن لم يكن هذا كافي فقد خرج الفريق من الأبطال على يد أياكس مما جعل الجميع يقول أن رونالدو “منتهي” وأنه كان ناجحًا مع مدريد بسبب روح الجماعة والفرقة التي كان يسند عليها ولن يستطيع صنع نجاحات مع فرق أخرى، واستطاع رونالدو أن يخرس تلك الأفواه في نفس الموسم بتحقيقه للقب أفضل لاعب في الدوري الإيطالي و بخلاف الدوري الإيطالي فقد حقق لقب السوبر بفضل هدفه في شباك ميلان العريق.

ليأتي في الموسم التالي ويستطيع إحراز 31 هدف في الدوري من 33 مباراة بالدوري الإيطالي ويكون سببًا رئيسيًا في تحقيق الفريق لبطولة الدوري كما أحرز 4 أهداف في ثمان مباريات لعبها بدوري الأبطال ويصح أحد أعلى الهدافين بعام 2020 وهو في الخامسة والثلاثين من عمره.

 

وفي الموسم الحالي استطاع رونالدو تسجيل 8 أهداف في 5 مباريات فقط ببطولة الدوري وهدف في مباراتي دوري الأبطال اللتان خاضهما حتى بعد إصابته بفيروس الكورونا الشهير وعودته لم يتوقف عن التسجيل ليثبت للجميع أن رونالدو واحد وأنه يستحق أن يلقب بالأسطورة وأن يوفينتوس ما هي إلا مرحلة الكمال في تكوين ذلك الأسطورة الذي يعد من الأفضل في تاريخ اللعبة مالم يكن الأفضل.

لماذا رونالدو أسطورة؟

وفي النهاية لابد من ذكر المسيرة الكاملة لصاروخ ماديرا كريستيانو رونالدو الذي تخطى حاجز ال1000 لقاء وال700 هدف بداية من لشبونة حيث شارك معهم في 31 مباراة ووقع على 5 أهداف ثم مع الريدز شارك في 292 مباراة وقع على 118 ليذهب لمدريد ويسطر تاريخه معهم حيث في 438 مباراة سجل 450 هدف ومع السيدة العجوز بإيطاليا شارك رونالدو في  96 مباراة وسجل 74 هدف ورفقة منتخب بلاده فقد شارك في 170 مباراة دولية سجل فيهم 102 هدف.

ناهيك عن بطولاته فقد حقق رونالدو من البطولات ما يكفي لصننع تاريخ دوري كامل ففي لشبونة حقق كأس السوبر البرتغال ومع اليونايتد حقق ألقاب الدوري الإنجليزي ثلاثة مناسبات وكأس الإتحاد مرة وكأس الرابطة مرتين ودرع الإتحاد مرة بالإضافة للقب الأبطال وكأس العالم للأندية ليذهب للريال ويحقق لقبي دوري إسباني ولقبي كأس إسبانيا ولقبي سوبر إسباني ورباعية الأبطال وثلاثة ألقاب من السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية ومع السيدة العجوز فقد حقق رونالدو لقب الدوري الإيطالي والسوبر الإيطالي في أول مواسمه وكان سببًا في تتويج الفريق بالدوري الثاني على التوالي رفقته ومع بلاده حقق بطولة أمم أوروبا 2016 ودوري الأمم الأوروبية 2019.