واشنطن تتغلغل في عمليات المصالحة والوحدة بين المؤسسات الليبية المنقسمة

واشنطن تتغلغل في عمليات المصالحة والوحدة بين المؤسسات الليبية المنقسمة

تقترب الأطراف الليبية شيئًا فشيئًا من إيجاد صيغة متكاملة لعملية توحيد المؤسسات الحكومية والسيادية المنقسمة، ورأب الصدع الذي تشكل بين شرقي ليبيا وغربها على مدار سنوات الأزمة، الأمر الذي كانت تعيقه دول غربية لها مصالح ونفوذ في هذا البلد الغني بالنفط، والآن بدلًا من عرقلة حوار توحيد المؤسسة العسكرية والبنك المركزي، تشارك فيه بفعالية لتأمين مصالحها ونفوذها واقتطاع جزء من الثروات النفطية الليبية الغنية.

فبعد أن تمكنت إيطاليا من تأمين حصتها من النفط الليبي من خلال توقيع اتفاقيات مع حكومة طرابلس المنتهية الصلاحية وكذلك الأمر بالنسبة لتركيا التي وقعت سلسلة اتفاقيات تعاون للتنقيب عن النفط والغاز واستخراجه من السواحل الليبية، رأت الولايات المتحدة الأمريكية بأنها لم تحظى بحصتها من “كعكة ليبيا الذهبية”.

حيث نرى بأن الإدارة الأمريكية تسارع لتتقرّب من جميع الأطراف الفاعلة في المشهد الليبي، وخصوصًا تلك الأطراف التي تؤمن لها النفوذ والمال وتسطيع من خلالها تأمين سلطة موالية لها في البلاد.

وبدءًا بالمؤسسة العسكرية، وبحسب مراقبين ومحللين سياسيين، فالولايات المتحدة الأمريكية زاد اهتمامها بمسألة توحيد الجيش الليبي في الآونة الأخيرة، خصوصًا بعد التقارب الكبير بين أقطاب المؤسسة المنقسمة.

فقد أعلنت السفارة الأميركية في ليبيا، بأن الولايات المتحدة تؤيد إنشاء وحدة عسكرية مشتركة كخطوة لتوحيد المؤسس أولى ة العسكرية الليبية.

وأشادت السفارة في حسابها على تويتر بما وصفته بالتزام رئيس أركان الجيش الوطني الليبي عبد الرازق الناظوري ورئيس هيئة الأركان التابعة لحكومة الوحدة محمد الحداد بإعادة توحيد المؤسسة العسكرية.

تلاها اندفاع قائد القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا (أفريكوم) مايكل لانجلي، للقاء رئيس الأركان العامة بحكومة الوحدة الوطنية محمد الحداد، ورئيس الأركان التابع للقيادة العامة للجيش الوطني الليبي عبد الرازق الناظوري، خلال ندوة رؤساء الدفاع الأفارقة التي عقدت في العاصمة الايطالية روما.

وعلى صعيد آخر نرى اهتمامًا أمريكيًا متزايدًا في عملية توحيد البنك المركزي الليبي، حيث استأنفت إدارتا البنك المركزي الليبي، الجمعة، اجتماعاتها لتوحيده بعد نحو 8 سنوات من الانقسام بين طرفين، أحدهما في العاصمة طرابلس (غرب)، والآخر في مدينة بنغازي (شرق).

جاء ذلك خلال اجتماع عقد في تونس بين الإدارتين، وفق بيان للبنك المركزي بطرابلس. تخلله مشاركة جماعية في ورشة عمل تنظمها الوكالة الأمريكية للتنمية (USAID)، التي من المعروف بأنها إحدى أفرع وزارة الخارجية الأمريكية، وواحدة من العديد من الأدوات التي تستخدمها لفرض نفسها بشكل غير سياسي على عملية ما في دول اخرى.

وتجدر الإشارة إلى أنه وقبل هذا الاجتماع بأشهر قليلة، كانت شركة أمريكية دولية متخصصة أعلنت إنجاز عملية المراجعة المالية الدولية لحسابات المصرف المركزي، الأمر الذي يثير شبهات حول هدف الولايات المتحدة من الانخراط بهذا الشكل في اعملية توحيد المؤسسة المصرفية في ليبيا، بشكل مشابه لتدخلها في توحيد المؤسسة العسكرية والذي لا يخلو من الشبهات أيضًا.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *