هل يجوز للمغترب إخراج زكاة الفطر في بلده

هل يجوز للمغترب إخراج زكاة الفطر في بلده
هل يجوز للمغترب إخراج زكاة الفطر في بلده 

أثير الخلاف حول مسألة جواز إرسال الزكاة لخارج البلاد وقد قطعت دار الإفتاء المصرية الشك باليقين في هذا الموضوع. 

ردا على استفسار ورد إليها تضمن السؤال هل يتاح للمواطنين المصريين الذين يعيشون في الخارج تحويل زكاة الفطر إلى أهاليهم و مواطنيهم في مصر الأكثر حاجة إلى هذه الأموال؟ وقد بينت الدار في جوابها أن النص القرآني قد حدد مستحقي الزكاة بشكل عام، دون تحديد مكان أو زمان معين لإخراجها.

هل يجوز للمغترب إخراج زكاة الفطر في بلده

صرح الدكتور شوقي إبراهيم علام مفتي الديار المصرية بخصوص قضية صرف الزكاة للخارج أنه لا حرج في أن يقوم المقيمون في  الخارج إرسال زكاة أموالهم وزكاة الفطر إلى ذويهم وعائلاتهم وأوضح فضيلته أن هذا الأمر يعد أجدر وأمثل في الوقت الراهن الذي تكون فيه البلاد في أشد الحاجة إلى الصدقة والنفقة على مستحقي الزكاة داخلها بهدف الاكتفاء الذاتي للفقراء وسد حاجات المعوزين للأسر المصرية وشعبها الحق في تلقي دعم أبنائها ومواطنيها.

هل من المسموح للشخص المقيم خارج وطنه أن يؤدي زكاة ماله في بلاده الأصلية؟

في إطار توضيح قرار إصدار الزكاة خارج الدولة، أوضح المفتي أن القاعدة الأساسية لأموال الزكاة هي أن يقوم الأثرياء في المجتمع بدفعها للفقراء من بني جلدتهم بهدف تحقيق التضامن الاجتماعي والاعتماد على النفس وتعزيز مبادئ العدالة بين أفراد المجتمع وتقليل الفجوات بين الطبقات المختلفة ومواجهة المعضلات الاقتصادية والسعي نحو تطوير وسائل الإنتاج وخفض معدلات البطالة مما يساهم في تحسين مستوى الرفاهية والتقدم للأمم والشعوب وأشار إلى أن هذا المبدأ قد طبق في زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم مستدلا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: “فأعلموهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم” وهو حديث متواتر بالاتفاق.

هل من الممكن أداء زكاة الفطر في دولة مختلفة عن الدولة التي يقيم فيها الشخص؟

في إطار النقاش حول قضية توجيه الزكاة خارج البلد ذكر مفتي الدولة أن هذه القاعدة تطبق كذلك على زكاة الفطر لقد شرعت الزكاة بصورة أصلية لتكفل سد حاجات الفقراء في كل دولة خلال العيد وذلك بالاستناد لما قاله النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “أغنوهم عن الطواف في هذا اليوم” مؤكدا على أن العلماء اتفقوا على جواز بل وضرورة نقل الزكاة إذا كانت تزيد عن حاجات الدولة وأغلبهم يؤيدون إعطائها لمستحقيها حتى لو كانوا في دولة أخرى وهناك إجماع واتفاق على هذا الرأي.

اقرأ أيضًا: هيئة الزكاة والجمارك تتيح الزكاة إلكترونيا 1444

قضايا مرتبطة بزكاة الفطر وتتمثل في تحديد ماهيتها وأحكامها والوقت المناسب لإخراجها 

تلك الزكاة التي يؤديها المسلم مع نهاية صيام رمضان ونقل ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أوجب زكاة الفطر كتطهير للصائم من اللهو والفحش ودعم للفقراء ومن يؤديها قبل صلاة العيد تعتبر زكاة مقبولة ومن يؤديها بعدها تصبح صدقة عادية وهي مفروضة على كل مسلم رجلا كان أو امرأة صغيرا أو كبيرا حرا أو عبدا ويستحسن إخراجها عن الجنين أيضا ومقدارها صاع وهو ما يوزن بحوالي 2.40 كيلوجرام من الطعام يخرجها كل شخص عن نفسه أو يقوم بذلك رب الأسرة عن أفراد أسرته ومن ليلة العيد حتى قبل صلاة العيد ويجوز تقديمها قبل العيد بيوم أو يومين ويعتبر الوقت المثالي لإخراجها هو قبل صلاة العيد وإن أخرجت بعدها تعد كصدقة عادية ويأثم الشخص إذا أخرها بلا عذر وفي حال التأخير من دون عذر يعتبر ذلك إثما ولكن إذا كان للشخص عذر مبرر فيجوز له قضاؤها دون إثم.

اقرأ أيضًا: حجز موعد في صندوق الزكاة الامارات وكيفية التسجيل 1444 – 2023

و مع انتهاء مقالنا بناء على الفتاوى الشرعية والتوجيهات الدينية المذكورة أعلاه يتضح أن إخراج زكاة الفطر في بلده الأصلي للمقيم خارج وطنه جائز ومسموح به وذلك بغرض تحقيق التضامن الاجتماعي ومساعدة الفقراء والمحتاجين في المجتمع وبناء على مبادئ العدالة والرحمة التي دعا إليها الإسلام يمكن للمسلم أن يؤدي زكاته في بلده الأصلي لدعم الأسر المحتاجة وتقديم المساعدة للمحتاجين وذلك وفقا للشروط والأحكام الشرعية المعتمدة من هنا و يظهر أهمية توجيه الزكاة لتلبية حاجات الفقراء في كل بلد وبناء على النصوص الدينية و التفسيرات الفقهية ويمكن للمسلم أن يخرج زكاته في بلده الأصلي أو في بلد آخر حسب الضوابط الشرعية المعمول بها.