حكم من نسي إخراج زكاة الفطر وما علاقة زكاة الفطر بالصيام

حكم من نسي إخراج زكاة الفطر وما علاقة زكاة الفطر بالصيام
حكم من نسي إخراج زكاة الفطر وما علاقة زكاة الفطر بالصيام

زكاة الفطر هي من العبادات التي تبرز فيها الروح الاجتماعية والإنسانية، فهي ليست مجرد عبادة محضة بل لها تأثير عميق على المجتمع، فتعد طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمحتاجين والفقراء، كما صرح الرسول صلى الله عليه وسلم أن الزكاة واجبة على القادر حيث قال خذ من أموالهم زكاة تطهرهم فهى تطهير للأموال وأداء فرض من فروض الله.

حكم من نسي إخراج زكاة الفطر وما علاقة زكاة الفطر بالصيام 

ثبت في سنن أبي داود (1609) عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله: “فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين”. وحسنه الألباني في صحيح سنن أبي داود، هذا الحديث يوضح الحكمة وراء زكاة الفطر، حيث تقوم بتصحيح المعوقات التي قد تحدث أثناء الصيام، ولكنه لم يذكر أن الصيام لا يقبل إلا بزكاة الفطر.

متى يجب اخراج زكاة الفطر؟

يجب أداء صدقة الفطر قبل صلاة العيد، حسب حديث ابن عمر رضي الله عنهما الذي أمر فيه النبي صلى الله عليه وسلم بأدائها قبل خروج الناس للصلاة، وهذا متفق عليه بين البخاري ومسلم. وهي واجبة ولا تسقط، ولكن من تأخر عن أدائها قبل الصلاة فلا تعتبر زكاة، بل تعتبر صدقة من الصدقات، كما جاء في حديث “من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات”، وهو من أبو داود وابن ماجه والدارقطني والحاكم والبيهقي. أما من نسي فإنه معذور، وعندما يخرجها بعد صلاة العيد نرجو أن تقبل، ولا يضر أن يسمى زكاة أو صدقة طالما أن سبب التأخير هو النسيان.

اقرأ أيضًا: ما هو فضل صيام يوم عاشوراء ابن باز

ما حكم زكاة الفطر وهل صيام من لم يخرجها مقبول؟

يرجى العلم أن حكم صدقة الفطر قد تم بيانه في قرار مجلس الإفتاء رقم (95)، حيث أكدت الأدلة الشرعية أنها صدقة واجبة، وإذا تأخر المسلم عن أدائها وهو مدرك لها فإنه يأثم وعليه التوبة إلى الله والقضاء، لأنها مثل الصلاة عبادة لا تسقط بانتهاء الوقت، ويصح صيام الفطر وقتاً محدداً، وآخر وقتها غروب شمس يوم العيد، وفقاً للمذهب الشافعي وجمهور الفقهاء.

قال الشيرازي: “المستحب أن يخرجها قبل صلاة العيد، ولا يجوز تأخيرها إلى يوم العيد لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أغنوهم عن الطلب في هذا اليوم)”، وإذا تأخر عن أدائها فهو مثابرة وعليه القضاء لأنها حق مالي وجب عليه، ولم يسقط عنه بفوات الوقت.

ويقول الإمام النووي: “اتفقت نصوص الشافعي والأصحاب على أن الأفضل أن يخرجها يوم العيد قبل الخروج إلى صلاة العيد، وأنه يجوز إخراجها في يوم العيد كله إلى غروب الشمس، ولكنه لا يجوز تأخيرها عن يوم العيد، وإذا تأخر فعليه القضاء، ولم يقلوا إنها قضاء، بل قالوا: يأثم ويلزمه إخراجها”.

اقرأ أيضًا: الرد على صياما مقبولا وافطارا شهيا وذنبا مغفورا

الأصناف التى تخرج منها زكاة الفطر

زكاة الفطر تخرج، وفقًا لمعظم علماء الشريعة، من مواد غذائية تستهلكها أسر البلد، سواء كانت تموراً، زبيباً، شعيراً، أو براً كما جاء في النصوص الدينية. فإذا كانوا يأكلون من هذه المواد، يجب خروج صاع واحد لكل فرد، أما إذا كانوا يتغذون على مواد غيرها مثل الأرز والدخن فإن الزكاة تخرج منها أيضًا بمقدار صاع لكل فرد، وهذا يأتي استنادًا إلى قول شيخ الإسلام ابن تيمية الذي أكد أنه يجب دفع الزكاة من الطعام الذي يتناوله الفقراء، وقد فرض النبي صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر مقدار صاع من التمر أو الشعير لأن ذلك كان غذاء أهل المدينة، ولو كانوا يتناولون طعاماً آخر لم يفرض عليهم دفع الزكاة من مواد لا يتناولونها، مثلما لم يفرض الله ذلك في الكفارات.

لا شك أن من السنة إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد، كما أمر به النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، قد أديت الواجب بإخراجها قبل الصلاة، وإن كان هناك نسيان لا يعد عليك ذنب، في إخراجها بعد الصلاة مقبول ومجزئ، وهذا يأتي بموافقة الحديث الذي يشير إلى أنها صدقة من الصدقات، لكن ذلك لا يمنع الإجزاء، ومن المؤكد أنها مقبولة عند الله، لأنك لم تؤخرها عمدًا، بل نسيت ذلك، وتؤكد الآية الكريمة “ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا” على رحمة الله وعفوه في حال النسيان، وقد أكد النبي ﷺ في حديثه الشريف على قبول دعاء المؤمنين في هذا الشأن.