إذا ترك الإنسان صلاة الجمعة دون وجود عذر، فإنه يقع في إثم عظيم، وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر في حديث شريف نقله عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- حيث قال: “أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقوم يتخلفون عن الجمعة: قالَ لِقَوْمٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الجُمُعَةِ: لقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلًا يُصَلِّي بالنَّاسِ، ثُمَّ أُحَرِّقَ علَى رِجَالٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الجُمُعَةِ بُيُوتَهُمْ” ، وفي بعض الروايات تأتي التحذيرات من أن من يترك الجمعة ثلاث مرات بلا عذر، يعتبر من المتهاونين ويكون قلبه مطبقا، ويصنف كمنافق.
جدول المحتويات
ما عقوبة تارك صلاة الجمعة
أشار المركز في فتواه إلى أن ترك صلاة الجمعة يعد إثمًا كبيرًا ما لم يكن هناك عذر يمنع الفرد من أدائها، وأوضح أن ترك هذه الصلاة ينطوي على عواقب خطيرة، وكما جاء في الحديث الشريف الذي يحذر من تركها ويشير إلى وجود عقوبة شديدة لذلك: مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ [رواه: النسائى]، وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا: لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ.
اقرأ أيضًا: بالصور.. حقيقة وفاة الشيخ ماهر المعيقلي أثناء خطبة صلاة الجمعة
حكم من يصلي الجمعة ويترك بقية الصلوات
الصواب هو أن ترك الصلوات يعتبر كفرًا حتى وإن لم يجحد وجوبها، وفقًا للرأي الأكثر انتشاراً بين علماء الدين، وإذا كان الفرد ينكر وجوب الصلاة، يعتبر كافرًا باتفاق العلماء، وإذا كان يتساهل في أداء الصلاة في أوقاتها، أو يتركها جزئياً كالصلاة الجمعة فقط، أو في رمضان فقط، فإن هذا يعتبر كفرًا وفقًا للرأي الراجح بين علماء الدين، ويستند هذا الرأي إلى الأحاديث الصحيحة التي أوردها النبي ﷺ، حيث قال في إحدى الأحاديث: “بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة”، وفي حديث آخر: “العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر”، وهذا يشير إلى أن ترك الصلاة يعد جزءًا من الكفر البواح، وهو مسألة لا تحتمل التهاون.
هل من ترك صلاة الجمعة ثلاث مرات فقد كفر؟
صحة الحديث الذي يقول: “من ترك ثلاث جمع متتالية من غير عذر؛ طبع الله على قلبه”، ومؤكدة ومثبتة في الأحاديث الصحيحة، ويعتبر هذا الحديث تحذيرًا عظيمًا، وحيث يبدي الله تعالى انتقامه وغضبه على من يترك صلاة الجمعة بلا عذر مقنع، وهذا التنبيه يعتبر وعيدًا عظيمًا للمسلم، حيث يجعل الله تعالى علامة على قلب من يتجاهل هذا الواجب الديني، ويضاف إلى ذلك، ما تقدم في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في صحيحه، حيث يحذر الناس بشدة من التقصير في حضور صلاة الجمعة، لئلا يختم على قلوبهم، ويكونوا من الغافلين الذين يهملون هذا الركن الهام من أركان الإسلام، ونسأل الله العافية والهداية لنلتزم بواجباتنا الدينية.
اقرأ أيضًا: شاهد لحظة سقوط الشيخ ماهر المعيقلي خلال صلاة الجمعة بالمسجد الحرام
ترك صلاة الجمعة بسبب النوم
السؤال عن حكم فوات صلاة الجمعة بسبب النوم، حيث يروي أنه نام ليلة الجمعة بسبب التعب الناتج عن العمل، ولم يستيقظ إلا بعد انتهاء صلاة الجمعة، ويسأل عن إن كان ملزمًا بالإثم في هذه الحالة وما الواجب عليه؟
الجواب:
من فاتته صلاة الجمعة بسبب النوم بدون تهاون أو إهمال، فإنه لا يكون آثمًا شرعًا، ولكن يلزمه قضاء الصلاة ظهراً اتفاقًا، ويحث المسلم على توخي الحذر والحرص على حضور صلاة الجمعة، وينصح باتباع الوسائل والأساليب التي تساعد على ضمان أداء هذا الفريضة في وقتها، مثل النوم الباكر وتجنب السهر بدون فائدة، ويمكن أيضًا اتخاذ تدابير إضافية مثل الاتفاق مع شخص ليوقظه أو ضبط ساعة أو منبه الهاتف لضمان عدم تفويت الصلاة، وتلك الخطوات تعكس الاهتمام بأداء الواجب الديني وتسعى إلى استحقاق الأجر والفضل العظيم.
ماذا افعل اذا فاتتني صلاة الجمعة؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد فمن فاتته صلاة الجمعة، فينبغي له أداء صلاة الظهر بدلًا عنها، مع النية المخصوصة لصلاة الظهر وليس بنية صلاة الجمعة، وذلك سواء كان تركها بسبب عذر مقبول أو بدون عذر، إلا أنه يكون مذنبًا إذا تركها بدون عذر.